12‏/07‏/2008

كيف تصبح مميزا


كيف تصبح متميزا؟
السر الأول
يحكى عن عاملين في إحدى شركات البناء، أرسلتهما الشركة التي يعملان لحسابها من أجل إصلاح سطح إحدى البنايات، وعندما وصل العاملان إلى المصعد، إذا بلافتة مكتوب عليها (المصعد معطل)، فتوقفا هنيهة يفكران: ما العمل؟ لكنهما حسما أمرهما سريعا بالصعود على الدرج بالرغم من أن العمارة بها أربعون دورا، سيصعدان وهما يحملان المعدات لهذا الارتفاع الشاهق، لكنها الحماسة.
وبعد جهد مضن، وعرق غزير، وجلسات استراحة كبيرة وصلا أخيرا إلى غايتهما، هنا التفت أحدهما إلى الآخر وقال: (لدي خبران أود الإفصاح لك بهما، أحدهما سار، والآخر غير سار)، فقال صديقه: (إذن فلنبدأ بالسار)، فقال له صاحبه: (أبشر، لقد وصلنا إلى سطح البناية أخيرا)، فقال له صاحبه بعدما تنهد بارتياح: (رائع لقد نجحنا، إذن وما هو الخبر السيء؟)، فقال له صاحبه في غيظ: (هذه ليست البناية المقصودة).
للأسف الشديد هناك كثير من الناس يمضون في حياتهم كهذين العاملين، تأخذهم فورة الحماسة والاندفاع ليتحركوا في الحياة دون تخطيط أو إدارة لحياتهم أو تحديد لأهدافهم، فلا هو يدري عن قدراته وإمكاناته ومواطن قوته ومواضع ضعفه، ولا هو يدري إلى أين هو سائر؟ فتراه لا يسأل نفسه: هل أنا واثق في قدراتي؟ هل أعرف أين أنا الآن وإلى أين سأتجه؟ هل لي هدف واضح ورسالة محددة في الحياة؟ فبينما جميع الناس تتمنى التميز والتفوق، إلا أن القليل فقط هم الذين يسيرون على الطريق الصحيح.
أجب عن هذين السؤالين:
وهنا يكمن مفتاح السر الأول من أسرار تميزك ونجاحك، إنه يكمن في إجابتك الدقيقة عن هذين السؤالين: من أنا؟ وماذا أريد؟ فلا سبيل إلى تحقيق النجاح وروم التميز إلا من خلال الإجابة عليهما فكما يقول إبراهام لنكولن: (لو عرفنا أولا أين نحن وماذا نريد؟ نستطيع أن نحكم ماذا نفعل؟ وكيف نحصل عليه؟).
1. اعرف نفسك:
1- لا تكن كالطرماح:
هل تعرف من هو الطرماح بن حكيم الطائي؟ إنه ذاك الشاعر المشهور الذي قعد للناس وقال : اسألوني عن غريب اللغة، وقد أحكمته كله، وكان في ذلك صادقا، فقال له رجل : ما معنى الطرماح؟ فلم يعرفه.
وهنا يبدأ السر الأول من أسرار التميز في الكشف عن مكنونه، ونعني بذلك إدراك إمكانياتك وقدراتك ومواهبك التي حباك الله عز وجل بها ، ولا تنس تكريمه لك: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (70) سورة الإسراء، وإبداعه في خلقك: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} (4) سورة التين.
وتكمن أهمية معرفة النفس أنها توضح لنا أي سبيل سنسلك؟ مما يمنح الإنسان الدافع الذي يحفزه إلى تحقيق هذا الهدف، ولنا في ابن عباس رضي الله عنهما المثل والقدوة، فعنه أنه قال: (لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت لرجل من الأنصار: هلم نسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم اليوم كثير)، فقال: (واعجبا لك يا ابن عباس! أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من ترى ؟) فترك ذلك، وأقبلت على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل، فآتيه وهو قائل، فأتوسد ردائي على بابه، فتسفي الريح علي التراب، فيخرج، فيراني، فيقول: (يا ابن عم رسول الله! ألا أرسلت إلي فآتيك؟) فأقول: (أنا أحق أن آتيك، فأسألك)، قال: (فبقي الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس علي)، فقال: (هذا الفتى أعقل مني).
فانظر إلى ابن عباس رضي الله عنهما لما أدرك موطن قوته في العلم والحفظ، فاجتهد في سلوك ذاك السبيل، حتى صار من علماء الأمة الأفذاذ، فأقبل على العلم بينما ترك صاحبه ذلك؛ لأنه لم يؤمن بقدراته على تحصيل ذلك العلم.
2. حدد هدفك:
ونعني بذلك وضوح الهدف, وتسليط كل الأضواء عليه, والدوران في فلكه, حتى تذوب الفوارق بينك وبينه فتصير كل السبل تفضي إليه، وبالتالي يصبح للحياة رونقا جميلا جذابا، ولكن حتى يكون هدفك فعالا لابد أن يتحقق فيه شروط الهدف الفعال وهي:
أ‌. المشروعية : ونعني بها توافق الهدف مع شرع الله كما قال تعالى في كتابه الكريم : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (69) سورة العنكبوت.
ب‌. الدقة والوضوح : ونعني بهما أن يكون الهدف واضحا محددا لا لبس فيه ولا غموض فكما يقول براين ترايسي: (حدد بدقة أهدافك في كل جوانب حياتك، فإنك لن تستطيع أن تصيب هدفا لا تستطيع أن تراه).
ت‌. القابلية للتقويم والقياس: فالهدف الواضح الذي يمكن قياسه يعطيك القدرة على تحقيقه بنجاح؛ لأن معرفتك بمدى التقدم الذي تحرزه حيال هدفك سوف يشجعك، ويزيد من ثقتك بنفسك.
ث‌. القابلية للتحقيق: بأن يكون الهدف يتسم بالواقعية والطموح في آن واحد, فلا تأخذك الحماسة فتحدد هدفا تعلم يقينا عدم قدرتك على تحقيقه، وهذا ما يؤكده ستيف ستراسر حين يهمس في أذنك قائلا: (ضع لنفسك أهدافا إيجابية واجعل آمالك معقولة)، ولكن في نفس الوقت لا تسمح للانهزامية والكسل أن يتغلفا بغلاف الواقعية، فتحدد هدفا دون مستوى قدراتك، فكما يقول ستيف جارفي: (يجب عليك أن تضع لنفسك أهدافا بعيدة عن منالك؛ لأنك إذا وضعت أهدافا يمكن تحقيقها بدون قدر كبير من العمل أو التفكير، فستبقى عالقا في مكان أقل مما تؤهلك له موهبتك وإمكانياتك الحقيقية).
ج‌. مراعاة عامل الزمن : فالزمن رأس مال كل من ينشد النجاح كما أن الهدف دون إطار زمني محدد البدء والنهاية لا يعدو كونه أمنية, ولا تنس أن يكون الإطار الزمني متسما أيضا بالواقعية بلا إفراط أو تفريط.
علامة الاستفهام:
وكأني أرى عزيزي القارئ علامة استفهام قد بدأت ترتسم على قسمات وجهك، علامة استفهام تحوي في طياتها السؤال الأهم ألا وهو إن كانت الأهداف هي سر من أسرار التميز فكيف أستطيع تحقيقها؟ والجواب يكمن في تلك الانطلاقة الثلاثية.
أولا: خارطة الطريق:
ونعني بها تحديد الأهداف، ودعنا نحدد هدفا، وليكن هدفك أنك تريد أن تنشئ مشروعا تجاريا خاصا بك، كأن تنشئ مصنعا لإنتاج الأقلام والأدوات المكتبية في وقت لا يزيد عن ثلاث سنوات من الآن، وسترى أن هدفك الذي حددته هذا يتميز بأنه هدف:
1. مشروع: حيث أن تلك الأوراق، والأدوات المكتبية هي أمور أباح الشرع استخدامها لغرض كتابة العلم، ونشر الخير، وإيصال المعرفة للآخرين.
2. واضح محدد: حيث حددت المجال الذي ستنشئ مشروعك فيه، وهو مجال الأوراق والأدوات المكتبية.
3. محدد بإطار زمني: حيث قمت بوضع حد زمني للبدء في إنشاء ذلك المشروع، وكان ذلك الحد الزمني هو ثلاث سنوات.
4. قابل للتقويم والقياس: حيث يمكنك تقسيم هذا الهدف على مراحل، منها أولا أنك ستعمل مثلا في أحد المصانع التي تعمل في ذلك المجال؛ حتى تتعرف عن قرب على عملية تصنيع هذه الأوراق والأدوات المكتبية، وثانيا أنك سوف تلتحق بأحد الدورات التي تختص بكيفية عمل الآلات والماكينات التي تقوم بصناعة ذلك الورق أو تلك الأدوات المكتبية، وثالثا أنك ستقرأ في الكتب المختصة بتلك الصناعات، أو تسأل أحد من المختصين الخبراء في ذلك المجال.
5. قابل للتحقيق: بأن تكون قادرا من حيث الوقت المتاح لديك, ومن حيث قدراتك الجسمية والذهنية والمالية على إتمام هذا الهدف بنجاح.
ثانيا: اعقلها وتوكل:
فلا يكفي أخذك بالأسباب وحدها, بل لا بد من وسائل إيمانية تستجلب بها عون الله لك, وسداده سبحانه وتعالى لخطاك, ومن هذه الوسائل:
1. سهام لا تخطئ الهدف: ونعني بها يدين مرفوعتين لله بالدعاء، وقلبا خاشعا لله تعالى، ونفسا تستشعر فقرها واحتياجها لتوفيق الله تعالى؛ فالدعاء هو العبادة كما يقول صلى الله عليه وسلم.
2. كنزي عجزي: توكل صادق على الله، فلن يكفيك الأخذ بالأسباب وتحديد الأهداف، فعليك فقط البداية ومنه التمام إن شاء الله.
ثالثا: نظرية الـ 10 سنتيمترات:
وهي تلك النظرية التي صاغها الدكتور إبراهيم الفقي، ومفادها أنه عليك أن تسير يوميا ولو 10 سنتيمترات نحو هدفك، فلا يكفي أن يحدد الواحد منا هدفه بدقة ووضوح، ويتوكل على الله تبارك وتعالى، ثم لا يضع هذا الهدف محل التنفيذ، بل يجب أن يتحرك الواحد منا كل يوم نحو هدفه.
وبهذا نكون قد كشفنا اللثام عن السر الأول من أسرار النجاح والتميز.
السر الثاني
دخل المدرب قاعة التدريب، ووضع الجرة في وسط القاعة، ثم أخرج المدرب كيسا كبيرا مليئا بقطع الصخور المتباينة الأحجام والأشكال، وأخذ يلقي بالقطع داخل الجرة، حتى بدأت تتساقط على الأجناب، حاول المدرب زحزحة الصخور في الداخل، فهز الجرة بشدة، لكنه لم يستطع إدخال المزيد، وهنا سأل الحاضرين: (هل امتلأت الجرة؟)، فأجابوا بصوت واحد: (نعم).
هز المدرب رأسه نافيا: (ليس بعد)، ثم أخرج كيسا متوسطا مليئا بالحصى، وبدأ يلقي بقطع الحصى الصغيرة داخل الجرة فتستقر في الفراغات بين قطع الصخور الكبيرة، وعندما فاضت الجرة بالحصى، سأل: (هل امتلأت الجرة؟)، فرد الحضور بصوت واحد: (نعم).
فهز المدرب رأسه نافيا: (ليس بعد)، ثم أخرج كيسا صغيرا مليئا بالرمل الناعم، وبدأ يسكب الرمل في الجرة، فتسللت حبات الرمل الناعمة بين الحصى وقطع الصخور؛ لتملأ كل الفراغات المتبقية، وعندما فاضت الجرة بالرمل، سأل المدرب الحضور: (هل امتلأت الجرة؟)، فرد الجميع حينها: (نعم).
ابتسم المدرب مرة أخرى، وقال: (الصخور الكبيرة هي الأولويات، وقطع الحصى المتوسطة هي الأعمال الملحة، وحبات الرمل هي الأعمال الصغيرة التي تهم الآخرين).
والآن دعني أسألك أيها القارئ العزيز، هل امتلأت جرة الوقت؟ فإن المشكلة ليست في الوقت نفسه، إنما في كيفية إدارة أوقاتنا، فالطريقة التي ندير بها أوقاتنا هي التي ستحدد هل امتلأت الجرة أم لا؟ فقد رأيت الجرة قد اتسعت للأولويات، وللأعمال الملحة، وللأعمال الصغيرة التي تهم الآخرين، وهنا يكمن السر الثاني من أسرار التميز في الحياة، وهو الإدارة الفعالة للوقت، فبعد أن حددت أهدافك بفاعلية عبر استيعابك للسر الأول، فلابد الآن من أن تتعلم السر الثاني، والذي يتلخص في كيفية إدارة الوقت واستغلاله أقصى استغلال من أجل تحقيق الهدف.
أرقام حتمًا ستفاجئك:
كلنا يدرك أن الوقت يمر سريعا، ولا نشعر به، بل إننا نمضي أوقاتا مديدة في أنشطة اليوم الروتينية، فإن كان متوسط عمر الإنسان ستون عاما، فلننظر كيف يقضي بعضها؟!
إننا نقضي 8 أيام في ربط الأحذية، و30 يوما في انتظار إشارات المرور، و30 يوما أخرى نقضيها عند الحلاق، بالإضافة إلى 90 يوما في تنظيف الأسنان بالفرشاة، و150 يوما في انتظار الحافلات، و180يوما نقضيها في دورة المياه! بل ونقضي 7300 يوما (أي ما يعادل 20 سنة) في النوم، بينما يشغل كسب الرزق 3285 يوما فقط (أي ما يعادل 9 سنوات من أصل 60 سنة)!
كم يساوي وقتك؟!
إذن فالمشكلة هي كيف نوزع مهام اليوم على الوقت المتاح لدينا، فالوقت محدود، ولا يمكن إدخاره، أو زيادته، ولكن يمكننا إدارته إدارة صحيحة، فالوقت مادة خام كالحديد مثلا، فلو كان القضيب الخام من الحديد يساوي 5 ريالات، فإنه إذا صنع على شكل نعل حصان كان ثمنه 20 ريالا، وإذا صنع على شكل إبر كان ثمنه 350 ريالا، وإذا صنع على شكل سكاكين كان ثمنه 2500 ريالا، فبقدر ما تبذل على وقتك من جهد في إدارته وتنظيمه واستغلاله، بقدر ما تزداد قيمته.
خطوات إدارة الوقت:
وقبل أن نبدأ في الحديث عن خطوات إدارة الوقت، لابد أيها القارئ العزيز أن تدرك حقيقة هامة: وهي أننا جميع نملك نفس العدد من الساعات والدقائق والثواني، ولكن الفائز الوحيد هو من يركز على الوقت الحاضر، ومن ينصب اهتماه باليوم الذي هو فيه، كما يقول جون سي ماكسويل: (لكل منا القدرة على التأثير على نتاج حياته، والسبيل لذلك يكمن في التركيز على اليوم الحاضر؛ فاليوم هو الوقت الوحيد المتاح لديك).
أولا: تخطيط الوقت:
- ونعني بتخطيط الوقت: محاولة التنبؤ بالوقت المتاح في فترة مقبلة، وتحديد الأعمال المطلوب إنجازها، والاستفادة من الوقت المتاح أمثل استفادة من إجل إنجاز الأعمال المطلوبة.
- استخدم طريقة (أ، ب، ج):
وتتلخص تلك الطريقة في تقسيم المهام والأنشطة إلى أقسام ثلاث، وهي:
1. القسم الأول (أ): ويختص بالمهام الحيوية التي لا يمكن تحقيق الأهداف من غير إنجازها، فهي المهام الأكثر أهمية.
2. القسم الثاني (ب): ويختص بالمهام ذات القيمة المتوسطة، فهي تساهم إلى حد ما في تحقيق الأهداف.
3. القسم الثالث (ج): ويختص بالمهام ذا ت القيمة المنخفضة، والتي تبدو مسلية ولكن مساهمتها في تحقيق الأهداف ضئيلة.
- تذكر عند تحديد الأولويات:
1. أنت أفضل من يحكم على ما يجب أن تفعله وما لا يجب أن تفعله، فكما يقول كارل ساندبورج: (الوقت هو عملة حياتك، إنه العملة الوحيدة التي تملكها، وأنت فقط الذي يحدد فيما تنفقها).
2. الموعد النهائي للمهام له أهمية كبيرة في تحديد الأولويات؛ فالمهام المفتوحة لن تنتهي أبدا.
ثانيا: إعداد قائمة العمل اليومي:
وإليك بعض النصائح والإرشادات حتى تعد قائمة أعمال يومية ناجحة:
1. ضع قائمتك في نفس الوقت من كل يوم، اقض بعض دقائق بعد نهاية عمل اليوم، أو قبل ابتداء العمل من اليوم التالي في وضع القائمة.
2. لا تضع أكثر من قائمة، واجعل القائمة في جيبك؛ حتى يسهل الوصول إليها.
3. يجب أن تحتوي القائمة على كل مهامك ونشاطاتك التي تريد إنجازها في هذا اليوم وعلى موعد إنجازها، كذلك يجب أن تحوي كل اجتماعاتك، لقاءاتك، اتصالاتك الهاتفية، ....إلخ.
4. خصص لكل مهمة وقتا محددا لإنجازها، فقاعدة باركنسون تقول: (إن العمل يتمدد كي يملأ الوقت المتاح لاستكماله).
5. راجع مهامك اليومية مرة أخرى، وقم بإلغاء كل المهام غير الضرورية، وفوض كل المهام التي يستطيع غيرك القيام بها.
6. اترك وقتا في برنامجك اليومي للراحة والاسترخاء، وخصص وقتا من آن لآخر من أجل ممارسة هواية مفيدة.
7. لابد أن تكون خطتك مرنة، بحيث يمكن الإضافة عليها، أو الإلغاء منها، وأن تترك وقتا للطوارئ.
8. اجعل في برنامجك أوقاتاً خاصة للتطوير الذاتي من خلال القراءة والدراسة، وأخذ الدورات التخصصية المناسبة، وغير ذلك.
ثالثا: احذر التسويف:
إن التسويف هو أن تقوم بمهمة ذات أولوية منخفضة (القسم ج)، بدلا من أن تنجز مهمتك ذات الأولوية العالية (القسم أ) أو (القسم ب)، كأن تقوم بتناول كوبا من الشاي بدلا من أن تعود فورا إلى عملك أو مذاكرتك، ولذلك يشكل التسويف الخطر الأكبر الذي يساهم في ضياع الأوقات فيما لا يفيد، ولذلك يقول ميجل دي سيرفانتس: (إن التأخير دائما ما يجلب الأخطار، إن إرجاء القيام بمشروع كبير غالبا ما يتسبب في تدميره)، بينما يصفه إدوارد يونج فيقول: (التسويف هو لص الوقت).
ولكي تقضي على التسويف، عليك بما يلي:
1. ضع وقتا للانتهاء من كل مهمة: وتأكد أن هذا الموعد واقعي يمكن تحقيقه، وقم بكتابة موعد الانتهاء أمام كل عمل، ولا تترك ذلك للذاكرة، ومن الأفضل أن تقوم بتعليق هذا الموعد على الحائط، وأن تجعله أمامك دائما.
2. اجعل لنفسك حافزا: كافئ نفسك على إنجازك للأعمال؛ فإن ذلك سيحفزك أكثر على إنجاز المهام والأعمال الأخرى، واختر المكافأة التي تحبها، كأن تكون إجازة، أو طعام مفضل لك، أو الخروج في نزهة مع أصدقائك، ولكن انتبه إن لم تكن تستحق المكافأة، فلا تعطها لنفسك، وإذا لم تستحقها فيجب أن لا تأخذها.
3. أنجز الأعمال غير المحببة إلى نفسك أولا: فعند إنجازها ستشعر بالحافز لإتمام الأمور الأخرى الأكثر سهولة أو المحببة إلى نفسك.
4. قسم المهام الصعبة إلى أجزاء صغيرة، بحيث يسهل عليك القيام بها.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا يا ابو بدر الدين وياريت تحدث المدونة وتكمل شكلها احسن من كده